السؤال
من هو حنانيا في الكتاب المقدس؟
الجواب
يظهر في الكتاب المقدس ثلاثة رجال يحملون اسم حنانيا، ولكل منهم دور في سفر أعمال الرسل في العهد الجديد. كان اسم حنانيا شائعًا بين اليهود، وهو الشكل اليوناني للاسم العبري حنانيا والذي يعني "الرب قد أحسن".
الأول هو حنانيا الذي يظهر في حادثة درامية حدثت في كنيسة أورشليم الأولى. في ذلك الوقت، كانت الجماعة الناشئة تعيش فترة من الوحدة الكبيرة، حيث اجتمع جميع المؤمنين معًا لبيع أراضيهم الزائدة وتقاسم أموالهم وممتلكاتهم: "لم يكن هناك فقير بينهم، لأن الذين كانوا يمتلكون أراضي أو بيوتًا كانوا يبيعونها ويقدمون المال إلى الرسل لتوزيعه على المحتاجين" (أعمال 4: 34-35).
كان حنانيا وزوجته سفيرة من الأغنياء في الكنيسة خلال هذه الفترة المليئة بالهدف الموحد. عندما باعا قطعة من ممتلكاتهما، اتفق الاثنان سرًا على أن يحتفظا بجزء من الربح لنفسيهما ويكذبا بشأن المبلغ الكامل. جاء حنانيا أولًا ووضع المال عند أقدام الرسل، مدعيًا أنه أعطى كل المال للكنيسة. لكن بطرس، بواسطة وحي إلهي، واجه حنانيا بالكذب على الروح القدس وعلى الله. وعندما سمع حنانيا كلام بطرس، وقع على الأرض ومات. وبعد حوالي ثلاث ساعات جاءت سفيرة، ولم تكن تعرف ما حدث، لكنها كذبت أيضًا بشأن العطاء، فماتت هي أيضًا (أعمال 5: 1-11).
لم تكن خطيئة حنانيا أنه احتفظ بجزء من مال بيع أرضه لنفسه، بل أنه كذب في محاولة لإظهار نفسه أكثر سخاءً أمام الناس (أعمال 5: 4). كان هذا الحدث أول خطيئة عامة مسجلة في الكنيسة المنظمة حديثًا، وقد كانت العقوبة على حنانيا وسفيرة شديدة. تحذير قصتهما موجه لكل المؤمنين بأن الله لا يتسامح مع الكذب والرياء.
أما حنانيا الثاني في الكتاب المقدس، فكان له دور في قصة توبة بولس الرسول. بعد أن أصيب شاول الطرسوسي بالعمى على طريق دمشق، قادوه إلى بيت يهوذا في شارع مستقيم. بعد ثلاثة أيام، تحدث يسوع في رؤيا لتلميذ في دمشق اسمه حنانيا. أمره الرب بالذهاب إلى شاول، لكن حنانيا كان خائفًا، لأنه كان يعرف اضطهاد شاول الشديد للمؤمنين في أورشليم ونواياه في دمشق. طمأنه الله قائلاً: "اذهب! هذا هو أداتي المختارة لكي أعلن اسمي للأمم وملوكهم ولشعب إسرائيل. سأريه كم ينبغي أن يعاني من أجلي" (أعمال 9: 15-16).
أطاع حنانيا الله ووجد شاول الذي تحوّل حديثًا. وضع يديه عليه وصلى قائلاً: "يا أخ شاول، الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق أرسلني لكي تستعيد بصرَك وتمتلئ بالروح القدس" (أعمال 9: 17). فورًا شُفي شاول من عماه وتم تعميده.
ذهب شاول بعد ذلك إلى المجمع في دمشق وبدأ يكرز بالمسيح لليهود هناك. ولاحقًا بدأ خدمته في التبشير بالإنجيل للأمم تحت اسمه الروماني بولس. وذكر بولس حنانيا عندما روى شهادته في أعمال 22: 12: "رجل اسمه حنانيا جاء ليراني. كان تقيًا مواظبًا على الشريعة ومحترمًا جدًا من جميع اليهود الذين يعيشون هناك."
أما حنانيا الثالث في الكتاب المقدس، فكان رئيس كهنة في أورشليم خلال بداية خدمة بولس. حسب المؤرخ اليهودي يوسفوس، تم تعيين حنانيا من قبل هيرودس أغريب الثاني حوالي عام 48 م. كان معروفًا بقسوته ووحشيته، وظهر في أعمال الرسل 23 أثناء محاكمة بولس أمام مجلس السنهدرين في أورشليم. عندما غضب من دفاع بولس، أمر بضربه على فمه (أعمال 23: 1-2). اعترض بولس قائلاً: "الله يضربك أنت أيها الجدار المبيض! أنت جالس لتحاكمني حسب الشريعة، وأنت تخالف الشريعة بأمرك بضربي!" (آية 3).
عندما أدرك بولس أنه يخاطب رئيس الكهنة، اعتذر. وأثناء دفاع بولس، كاد يحدث شجار في السنهدرين بسبب خلافهم حول القيامة من الأموات، وهي نقطة اختلاف لاهوتي بين الفريسيين والصدوقيين (أعمال 23: 6-9). أخذ الحراس الرومان بولس للحماية (آية 10). كان حنانيا على الأرجح متورطًا في مؤامرة لقتل بولس أثناء عودته إلى المحكمة (آيات 12-15)، لكن تم إحباط المؤامرة عندما اكتشف قائد الرومان الأمر ونقل بولس تحت حراسة مشددة إلى قيصرية (آيات 16-35). وبعد خمسة أيام، سافر حنانيا إلى قيصرية واستمر في متابعة قضيته ضد بولس أمام الوالي فيلكس (أعمال 24: 1). اعتبر حنانيا وغيره من القادة اليهود بولس زعيم طائفة الناصريين التي كانت تثير اضطرابات بين اليهود.
كان كثير من اليهود يكرهون حنانيا بسبب قسوته وفساده، لكنه كان محميًا من قبل الرومان حتى بعد عزله كرئيس كهنة. في عام 66 م، مع بداية الثورة اليهودية الكبرى الأولى، تم اغتيال حنانيا على يد حشد غاضب من الثوار المناهضين للرومان.
English
من هو حنانيا في الكتاب المقدس؟
