السؤال
من هو عاموس في الكتاب المقدس؟
الجواب
كان عاموس راعياً ومزارعاً من قرية تقة في يهوذا، على بعد حوالي خمسة أميال جنوب بيت لحم، حيث تلقى رؤية وأصبح نبيًا للرب. تنبأ عاموس خلال حكم يربعام الثاني في إسرائيل وعزيا في يهوذا (عاموس 1:1). وكان ذلك حوالي سنة 760 قبل الميلاد، مما يجعله معاصراً لهوشع و يوئيل وإشعياء. دوّن عاموس نبوءاته في سفر يحمل اسمه. ويؤرخ بداية سفره بـ"قبل زلزال بسنتين" (عاموس 1:1).
تميز عاموس كنبي لعدة أسباب. أولاً، بحسب شهادته الخاصة، لم يكن "نبيًا ولا ابن نبي" عندما دعاه الرب إلى الخدمة (عاموس 7: 14). أي أنه لم يتدرب كنبي ولم يكن يبحث عن المنصب، بل قرر الرب أن يستخدمه.
ثانيًا، معظم الأنبياء كانوا يعلنون رسالتهم لشعوبهم، أما عاموس فقد دعا من مملكة الجنوب، يهوذا، ليعلن كلمة الله في مملكة الشمال، إسرائيل. وقد قال له كاهن بيت إيل المشرك: "اخرج أيها الرائي، ارجع إلى أرض يهوذا، واكسب رزقك هناك، وتنبأ هناك" (عاموس 7: 12).
تنبأ عاموس أيضًا ضد جيران إسرائيل (سفري عاموس 1 و2)، لكن معظم رسالته كانت موجهة إلى إسرائيل نفسها. لم تكن رسالته محبوبة في إسرائيل، لأنه بجرأة أشار إلى الخطيئة وحكم الله العادل. تبدأ كثير من الجمل في سفر عاموس بعبارة مشابهة: "هكذا يقول الرب: بسبب ثلاث خطايا في إسرائيل، وحتى لأربع، لا أرجع عن عقابي" (عاموس 2: 6).
رغم كونه راعياً بسيطًا وقطافًا للثمار، تنبأ عاموس بثقة أن الرسالة التي يحملها ليست رسالته بل رسالة الله التي يجب أن يسمعها الأمم. ويعكس عاموس في 3: 7 قناعته بأن "الرب القدير لا يفعل شيئًا إلا إذا كشف سره لعبيده الأنبياء." يحتوي سفره على رموز من الحياة اليومية مثل أفخاخ الطيور، خطاطيف السمك، أدوات القياس، وسلال الثمار التي تساعد على توصيل معنى وأهمية نبوءاته.
لا نعلم كثيرًا عن حياته الخاصة أو كيف مات، لكن عملًا خارجيًا يُدعى "حياة الأنبياء" يقول إن عاموس قُتل على يد أماصيا، كاهن بيت إيل. يسجل عاموس 7 التفاعل بين أماصيا وعاموس؛ حيث أخبر أماصيا ملك إسرائيل أن عاموس يثير مؤامرة ضده، وطلب من عاموس أن يغادر بيت إيل ويتنبأ في يهوذا بدلاً من ذلك. لكن عاموس أطاع كلمة الله واستمر في التنبؤ في إسرائيل. وكان جزء من نبوءته رسالة شخصية محزنة لأماصيا (عاموس 7: 17).
لم يُذكر اسم عاموس في أسفار أخرى من الكتاب المقدس، لكن عمله اقتبس مرتين في العهد الجديد، مرة على لسان ستيفانوس (أعمال 7: 42-43) ومرة على لسان يعقوب (أعمال 15: 15-17).
كلمات الله إلى إسرائيل في عاموس 5: 4 هي أيضًا رسالة الله لكل إنسان: "اطلبوني وتحيا." رغم غضبه من شعبه، إسرائيل ويهوذا، واستعداده لمعاقبة الأمم الوثنية المحيطة، فإن أعمق رغبة لله كانت أن يتوبوا عن خطاياهم. وهذه الرغبة تشملنا أيضًا (متى 3: 2؛ 2 بطرس 3: 9؛ رؤيا 2: 5، 21). عندما نتوب، يقدم الله المغفرة والتطهير من خلال ابنه يسوع المسيح (2 كورنثوس 5: 21؛ 1 يوحنا 1: 9).
English
من هو عاموس في الكتاب المقدس؟