السؤال
ما هي الأحمدية في الإسلام؟
الجواب
الأحمدية هي طائفة صغيرة نسبيًا من الإسلام، تُقدّر بأنها تمثل 1 بالمائة من المسلمين حول العالم. يُطلق على أتباع هذا المذهب اسم الأحمديين. تتمتع هذه المجموعة بنفوذ يفوق حجمها العددي بكثير. يعود ذلك إلى ثلاثة عوامل: أولًا، يتبنى الأحمديون نظرة شبه مسالمة للجهاد. ثانيًا، يعطون أهمية كبيرة للدفاع الإسلامي عن العقيدة وكذلك للدعوة، المكافئ الإسلامي للتبشير. ثالثًا، يعانون من مستوى شديد من الاضطهاد في جميع أنحاء العالم.
تأسست الأحمدية على يد الكاتب الهندي غلام أحمد، الذي توفي عام 1908. زعم أنه المهدي، وهو شخصية المُنقذ في المعتقدات الإسلامية المتعلقة بنهاية الزمان. علّم غلام أحمد أن الإسلام بحاجة إلى العودة لجذوره الأصلية، معتقدًا أن ذلك يتم بشكل صحيح من خلال السلام، والحوار، والتسامح، ورفض المادية، والتعاطف. كتب أحمد العديد من الكتب، وأصدر خلفاؤه العديد من ترجمات القرآن الكريم. كما شارك أتباع الأحمدية لاحقًا في أولى البعثات الإسلامية العالمية.
من الناحية العقائدية، تتطابق الأحمدية تقريبًا مع الإسلام السني (الأرثوذكسي). ومع ذلك، يُعتبر الأحمديون من قِبل معظم المسلمين الآخرين هراطقة. ويرجع ذلك أساسًا إلى عقيدتين تتبناهما الأحمدية ويرفضهما الإسلام التقليدي. الأولى هي اعتقادهم بأن مؤسس الطائفة، غلام أحمد، كان نبيًا. وهذا يتناقض مع الرؤية الإسلامية التقليدية التي تقول إن محمدًا هو آخر وأعظم نبي مرسل من الله. يُعلّم الإسلام الأحمدي أن أي نبي يأتي بعد محمد سيكون خاضعًا له وليس مساويًا له، ومع ذلك، يتعارض هذا أيضًا مع الاعتقاد الإسلامي السائد بأن حياة محمد كانت آخر وحي من الله للبشرية.
النقطة الثانية التي يتعارض فيها الأحمديون بشدة مع المسلمين التقليديين هي الادعاء بأن المسيح عيسى قد صُلب بالفعل. يروّج معظم المسلمين لفكرة أن المسيح عيسى لم يُصلب أبدًا بل بدا فقط وكأنه صُلب. من ناحية أخرى، تتمسك الأحمدية بنظرية الإغماء، التي تقول إن المسيح نجا من عملية الصلب ثم مات لاحقًا ميتة طبيعية.
بسبب هذه الاختلافات، يتعرض الأحمديون كثيرًا للتحيز والعنف من قِبل المسلمين الآخرين. يرفض بعض أتباع الإسلام استخدام الأسماء أحمدي وأحمدية، لأن اسم أحمد يُعتبر اسمًا بديلاً للنبي محمد. وغالبًا ما يُشار إلى الأحمديين من قِبل المسلمين الآخرين بمصطلح "قاديانيين"، في إشارة ازدرائية إلى مسقط رأس غلام أحمد.
تمثل الأحمدية في الإسلام نقطة مقابلة مثيرة للاهتمام بالنسبة للجماعات الإسلامية التي تتبنى العنف والإرهاب. ويُعزى إلى الأحمديين أنهم أول من شارك في البعثات الإسلامية، حيث سافروا إلى الخارج لتشجيع الآخرين على اعتناق الإسلام. وهم مشهورون بالترويج القوي للدفاع الإسلامي عن العقيدة، والمنهجية السلمية، وبناء العلاقات. ومن المفارقات أنه في الوقت نفسه الذي نشأت فيه الأحمدية، اختار مسلمون آخرون يسعون للإصلاح الأصولي تفسيرًا أكثر تشددًا وعنفًا. يُعرف هذا الاتجاه اليوم باسم السلفية، والذي يرتبط بأخطر الجماعات الإرهابية في العالم.
من بين المسيحيين، يُعتبر نبيـل قريشي أشهر أحمدي. كان قريشي من أتباع الأحمدية الملتزمين قبل أن يتحول إلى المسيحية ويصبح مدافعًا قويًا عن الإيمان المسيحي. كتابه "البحث عن الله، إيجاد المسيح" يروي رحلته من مسلم مُطّلع إلى مؤمن مسيحي شغوف.
English
ما هي الأحمدية في الإسلام؟
