www.GotQuestions.org/Arabic



السؤال: ما هو الفرق بين الصدوقيين والفريسيين؟

الجواب:
تذكر الأناجيل الفريسيين والصدوقيين مرات عديدة، حيث كان الرب يسوع في خلاف دائم معهم. كان الصدوقيين والفريسيين يشكلون الطبقة الحاكمة من شعب إسرائيل. هناك الكثير من التشابهات بين الفريقين ولكن توجد أيضاً إختلافات جوهرية بينهما.

كان الصدوقيين والفريسيين طوائف دينية في اليهودية في زمن المسيح. كان كلا الفريقين يكرم موسى والناموس، وكلن لكليهما قدر من السلطة السياسية. كان السنهدريم، الذي كان مجلساً يتكون من 70 عضواً في إسرائيل قديماً، يضم كلا من الصدوقيين والفريسيين.

نحن نعرف الإختلافات بين الفريسيين والصدوقيين من خلال مقطعين كتابيين ومن خلال كتابات الفريسيين. كان الصدوقيين أكثر تشدداً من الناحية العقائدية، وكانوا يتمسكون بالتفسير الحرفي لكلمة الله؛ أما الفريسيين، من جهة أخرى، فكانوا يعطون التقليد الشفاهي سللطاناً متساوياً مع كلمة الله المكتوبة. كان الصدوقيين يرفضون أية وصية لا يجدونها مدونة في التناخ اليهودي، ويعتبرونها من صنع الإنسان.

بالنظر إلى إختلاف الصدوقيين والفريسيين في نظرتهم إلى كلمة الله، ليس من المستغرب أنهم كانوا يتجادلون حول بعض العقائد. كان الصدوقيين يرفضون الإيمان بقيامة الأموات (متى 22: 23؛ مرقس 12: 18-17؛ أعمال الرسل 23: 8)، ولكن الفريسيين كانوا يؤمنون بالقيامة. أنكر الصدوقيين وجود حياة بعد الموت، قائلين ان النفس تهلك عند الموت، بينما الفريسيين يؤمنون بوجود حياة بعد الموت وبوجود مكافآت وعقاب لكل شخص. كان الصدوقيين يرفضون فكرة وجود عالم روحي غير مرئي، ولكن الفريسيين كانوا يعلِّمون بوجود الملائكة والشياطين في العالم الروحي.

إستخدم الرسول بولس الخلافات اللاهوتية بين الفريسيين والصدوقيين بمهارة للإفلات من قبضتهم. كان قد ألقي القبض على الرسول بولس في أورشليم وكان يقدم دفاعه أمام السنهدريم. ولعلمه أن بعض من المجلس كانوا صدوقيين والبعض الآخر فريسيين صرخ بولس قائلاً: "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنَا فَرِّيسِيٌّ ابْنُ فَرِّيسِيٍّ. عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ" (أعمال الرسل 23: 6). وقد تسبب ذكر بولس للقيامة في حدوث منازعة بين الفريسيين والصدوقيين وحدث إنشقاق بين الجماعة، نتج عنه "صِيَاحٌ عَظِيمٌ" (الآية 9). فقام الأمير الروماني الذي كان يلاحظ ما يحدث بإرسال جنوده ليخطفوا بولس لينقذه من عنفهم (الآية 10).

إجتماعياً، كان الصدوقيين هم الصفوة الأرستقراطية أكثر من الفريسيين. كانوا في الغالب أغنياء ويشغلون مناصب سيادية، منها منصب الكاهن الأعظم، ورؤساء الكهنة، وكانوا يشغلون أغلبية المقاعد ال 70 للمجلس الحاكم والذي يدعى السنهدريم. وكان الفريسيين يمثلون عامة الشعب وكان الناس يحترمونهم. كان مركز قوة الصدوقيين هو هيكل أورشليم، بينما الفريسيون يسيطرون على المجامع. كان الصدوقيين قريبين من روما ومتساهلين مع القوانين الرومانية أكثر من الفريسيين. كثيراً ما كان الفريسيين يقاومون التطبع بالثقافة الهيللينية، بينما رحب الصدوقيين بذلك.

لقد إصطدم المسيح مع الفريسيين أكثر من الصدوقيين، وربما كان ذلك بسبب أهتمامهم الكبير بالتقليد الشفوي. قال لهم الرب يسوع: "لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ" (مرقس 7: 8؛ أنظر أيضاً متى 9: 14؛ 15: 1-9؛ 23: 5، 16، 23؛ مرقس 7: 1-23؛ لوقا 11: 42). ولكون الصدوقيين كانوا يهتمون غالباً بالسياسة أكثر من الدين، فإنهم تجاهلوا المسيح حتى بدأوا يشعرون بالخوف من أنه قد يجذب إهتماماً غير مرغوب فيه من روما مما يؤثر على وضعهم آنذاك. وفي ذلك الوقت بدأ الصدوقيين والفريسيين يضعون خلافاتهم جانباً ويتحدون ويتآمرون على قتل المسيح (يوحنا 11: 48-50؛ مرقس 14: 53؛ 15: 1).

لم يعد الصدوقيين كمجموعة لهم وجود بعد دمار أورشليم، ولكن تراث الفريسيين ظل باقياً. في الواقع، كان الفريسيين هم المسئولين عن جمع المشناه والتي هي وثيقة هامة ذات صلة بإستمرار اليهودية بعد دمار الهيكل. وبهذا وضع الفريسيين الأساس لليهودية المعروفة اليوم.

© Copyright Got Questions Ministries